مبادرة “دور الثقافة في دعم وتعزيز المصالحة الوطنية الفلسطينية”

في أجواءٍ من الثقافة والعلم والمعرفة، سادت لغة الحوار وتبادل الخبرات بين المثقفين لدعم وتعزيز المصالحة الوطنية الفلسطينية، حيث نفذت جمعية الوئام ورشة عمل بعنوان:دور الثقافة في دعم وتعزيز المصالحة الوطنية الفلسطينية بالشراكة مع مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية.
وهدفت الورشة للتأكيد على أهمية دور المثقفين والكتاب والأدباء والصحفيين في دعم وتعزيز المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتوعية الشباب في دورهم كمثقفين ومتعلمين لدعم عجلة المصالحة الوطنية من خلال منابرهم الاعلامية التي يستخدموها كمواقع التواصل الاجتماعي واللقاءات والمؤتمرات وورش العمل.
ولأن كلمة الثقافة هي الأقوى في دعم وتعزيز المصالحة افتتحت الورشة بكلمات الكاتب والأديب والمثقف عبدالكريم عليان للحديث عن دور الأدباء في تعزيز ودعم المصالحة وكيف تعود المصالحة إلى مسارها الصحيح منوّها إلى أن القضية ليست الموظفين أو الكهرباء فحسب بل هي قضية شعب يناضل ضد الاحتلال ولن يوفق إلّا بإنهاء الانقسام.
وبين عليان أن الأدباء والكتّاب عملوا جاهدين على حث المتخاصمين لإنهاء الانقسام مستدركا أن أمر المصالحة ليس بيد المثقفين والأدباء وغيرهم وإنما هي بيد المسؤولين الذين ضربوا عرض الحائط جميع المناشدات والاحتجاجات والاعتصامات التي نددت بالانقسام.
ومن ثم رحّب الأستاذ عصام ظاهر عضو مجلس إدارة جمعية الوئام بالحضور الكرام، ورحّب بالشراكة مع بال ثينك وثمّن دوها الوطني في دعم وتمكين الشباب وتطوير قدراتهم، وأيضا دعم قضية المصالحة الوطنية الفلسطينية. وقال: يسعدنا أن نستضيف ثلة من المثقفين والأدباء لتوعية الشباب حول دورهم في دعم المصالحة ومناقشتهم والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم المتعلقة بهذا الصدد. وأضاف ظاهر أن مؤسسته تستهدف شمال القطاع نظراً لكون الشريحة الأكبر منه من الشباب، موضحاً أن المصالحة هي واجب وطني وديني وحق مشروع يسعى إليه الشباب والكل الفلسطيني .
ومن جانبه أكد مدير مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية عمر شعبان أنّ مؤسسته تسعى جاهدة لإنقاذ مشروع المصالحة بمبادراتها ومشاريعها، لاسيما المبادرة السويسرية بالتعاون مع حكومة سويسرا. وأشار شعبان إلى أن الأدباء والكتاب والفنانين التشكيلين انقسموا إلى جزأين: الأول نادى بإنهاء الانقسام منذ بدايته بكتاباته ورسوماته والآخر لم يعيّرها اهتماماً واصفهم بالمقصرين تجاه الوطن. وشدد شعبان على مفهوم المعايشة مع الآخر مهما اختلف بأفكاره واتجاهاته وأن مبدأ شطب الآخر هو أمر مستحيل ولا يمكن حدوثه
في ظل وجود المجتمعات الحضرية. وأردف شعبان قائلاً : إننا تابعنا عبر التاريخ ما حدث من حروب ومعارك وتمييز عنصري بسبب الاختلافات سواء الفكرية أو العرقية أو الدينية ولكننا لم نتعلم بل ووقعنا في الخطأ ذاته من انقسام وتشتت.

وقال الصحفي أكرم عطا الله إنه على المجتمع أن يأخذ دوره بأن يقول من يخطئ ومن يصيب ولا بد من تعزيز المسارعة بالمصالحة لأنه لا ممر أمام الشعب الفلسطيني سوى المصالحة، وشدد على ضرورة تكثيف عمل الصحفيين في متابعة عمليات المصالحة وتدعيمها وتعزيزها، وضرورة تسليط الضوء على التفاصيل الايجابية وتنميتها للدفع بها نحو الأمام.
ونوّه مدير مركز غزة للثقافة والفنون أشرف سحويل لأهمية المراكز الثقافية دورها في تنمية فكر وثقافة الشباب الفلسطيني والتي بدورها تدعم في طريق تعزيز دور الشباب والمثقفين في تعزيز المصالحة الوطنية الفلسطينية.
و لجمعية مركز أوتار للإبداع الفني الثقافي من مدينة نابلس كانت كلمة عبر السكايب للحديث عن دورهم من خلال الموسيقى والفن وفي تجسيد شخصية الوطن الواحد وعزف كافة ألحان المصالحة الوطنية، حيث قال مدير الجمعية الأستاذ سلام قاعود: أننا في كل أرجاء الوطن الفلسطيني يربطنا التراث والوطن والحضارة الفلسطينية العريقة، والتي بدورنا نحن والأجيال القادمة المحافظة عليها بكافة السبل والوسائل، وأن لا ندع مجال للانقسام الفلسطيني.
ومن جهتها تحدثت الفنانة التشكيلية سوسن شحادة من مدينة نابلس عن دور الفن التشكيلي واللوحات الفنية في رسم خيوط المصالحة الفلسطينية، وأنه كلما غاب عنا أهمية الوحدة ودورها في تحرير أراضينا ذكرتنا بها لوحاتنا الفنية وعززت من روح الانتماء الفلسطيني في قلوبنا جميها للوصول لحلم الدولة الفلسطينية.
واختتم اللقاء بنقاش مفتوح مع الضيوف والشكر لجمعية الوئام الخيرية على تنفيذ مثل هذه اللقاءات الوطنية،وشكر لمؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية لدورها الوطني في دعم المصالحة الوطنية الفلسطينية.

 

 

قد يعجبك ايضا