مبادرة “كرمال بلدك”

انطلاقاً من الحرص الوطني والمجتمعي على المصالحة الوطنية وإنهاء الخلافات السياسية والمجتمعية التي نجمت جراء تجذر الانقسام الفلسطيني خلال عشرة أعوام عجاف، أقدم نادي الاقصى الرياضي على عقد لقاء ضم عدد من الوجهاء والمثقفين وعامة المواطنين ضمن مبادرة “كرمال بلدك” والتي انبثقت من مشروع تعزيز دور منظمات العمل الاهلي في تحقيق الوحدة المجتمعية على المستوى الوطني بتنفيذ نادي الاقصى الرياضي وبالتعاون مع مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية.

وافتتح رئيس نادي الاقصى الرياضي بهاء مطر اللقاء مشدداً على أهمية الدور الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في الوسط الوطني، وخاصة في الحديث عن تعزيز الدور المجتمعي على استمرار المسيرة لإتمام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض الذي ما زال يعاني الشعب الفلسطيني بأسرة من تداعياته.

وأشاد مطر على أهمية توحيد كافة الجهود وعدم الوقوف أمام أي معيقات تحيل بين الشعب وتحقيق الوحدة الوطنية، وإنهاء كافة الأزمات السياسية والمجتمعية.

وبدوره أكد مؤسس ومدير مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية الدكتور عمر شعبان، بأن الوحدة الفلسطينية لا تأتي إلى بتواجد حضور شعبي واضح لإحداث تقدم في ذلك الملف جراء مطالبة كافة الجهات السياسية الفلسطينية ترك الخلافات الداخلية والنظر بعين حريصة على إنهاء الأزمات التي تمر بها فلسطين.

وتابع على الجميع الفلسطيني أن ينظر للتجربة الألمانية التي تشابه تجربتنا التي نمر بها، والتي انتهت عام 1989 ومازال الشعب الالماني يعاني من تلك الازمة على الرغم من انتهائها منذ 28 عام والتي استمرت ما يزيد عن اربعين عاماً، مشيرا على الرغم من تصاعد الاحداث و حدة المواجهة التي كانت مندلعة بين الالمانيتين ولكن لم يرهق دم أي مواطن الألماني و انتهت الأزمة بمقاومة شعبية سلمية، وكان ذلك نتاج الإدراك القيادي الالماني على المصلحة العامة للبلاد.

وتمنى شعبان أن تتم المصالحة الفلسطينية لكونها المرفق الرئيسي في حل كافة الأزمات التي يمر بها المواطن الفلسطيني منذ بداية الخلاف السياسي الفلسطيني، والذي ترك خلفه عدد من الضحايا الذين دفعوا ارواحهم محصلة لذلك الخلاف واليوم المواطنين يسفحون عن بعضهم البعض انبثاقا منهم على المصلحة الوطنية والادراك الشعبي على مصلحة القضية الفلسطينية.

ومن جانب اخر قال الكاتب سميح خلف لا يقتصر الحديث حول حل إشكاليات الخلافات القائمة جراء تسوية الأمور لشهداء الانقسام، بل توجد معضله أخرى تعيش في الوسط المجتمعي والتي تتمحور في تعديل الثقافة المجتمعية التي اصيبت بخلل فاضح خلال أعوام الانقسام، متسائلاً كيف لنا أن نبني ثقافة سليمة في ظل احتياج الشعب لذلك لدفع عجلة المصالحة ضمن أساس إدراكي ثقافي فكرى متكامل.

وأشاد المختار توفيق أبو عريبان بإن المستفيد الوحيد من الانقسام الاحتلال الإسرائيلي، فلذلك يجب على كافة القيادة السياسية الفلسطينية الوقوف عن التناكف من أجل تحقيق المصلحة الوطنية، وذلك يأتي جراء التعالي عن الجراح.

ووجه رسالة حميمة خلال حديثه لمصر شعبنا وحكومة، شاكراً بها دولة مصر الشقيقة على اهتمامها الوطني النابع لإتمام المصالحة الفلسطينية، وكما شكر كافة القائمين على المبادرة والتي أتت لتأكيد التسامح الشعبي بين المواطنين خلال تسوية الأمور بينهم رغم قصوة الجراح التي أصيبوا بها مطالبين خلال خطوتهم كافة الساسة الوقوف في محط المسؤولية الوطنية لإتمام المصالحة.

وأما المختار محمد درويش “أبو الرائد” نوه على ما قدمته دولة مصر للجانب الفلسطيني من شهداء لأجل تحرير فلسطين واليوم يقوم الشعب الفلسطيني في التسامح من أجل توحيد فلسطين كل فلسطين، وذلك انطلاقا وحرصا على إتمام المشروع الوطني الذي أعلنه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وتأمل المتحدثون أن يعود النسيج الفلسطيني من جديد كما كانت فلسطين في عهد الراحل ابو عمار وتكون فلسطين تحت مسمى الدولة، واعلاء المصلحة الوطنية فوق أي مصلحة لإعادة كرامة فلسطين والقدس الشريف لهما.

وتخلل اللقاء عرض فيلم وثائقي يعكس مقدار التسامح الشعبي لأهالي شهداء أحداث 2006-2007 التي اتت في إطار تحقيق المصلحة الوطنية وصولا لوطن موحد تحت راية وكلمة “فلسطين موحدة” وذلك ضمن مشروع تعزيز دور منظمات العمل الاهلي في تحقيق الوحدة المجتمعية على المستوى الوطني المنبثق منه مبادرة “كرمال بلدك”.

 

قد يعجبك ايضا