نظّم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية ومؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية، بالتعاون مع مؤسسة سويس بيس وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، يوم الثلاثاء، 8 كانون الأول 2015، ورشة عمل عُرض فيها ملخّص دراسة مسحية، قامت بها الجهات المذكورة، بعنوان “دور المجتمع المدني في المصالحة الفلسطينية: تقييم مشاركاته في الماضي وإمكانياته لبدء مبادرات في المستقبل”. وافتتح الورشة مدير معهد إبراهيم أبو للغد للدراسات الدولية، د. عبد الكريم البرغوثي، مرحّباً بالحضور من الضفة الغربية وقطاع غزّة والقدس، مؤكّداً على ضرورة توحيد جهود منظّمات المجتمع المدني الفلسطيني لتتمكّن من إيجاد حلول تساهم في تحقيق الوحدة الفلسطينية. وبيّن د. البرغوثي أنّ هدف الورشة ليس عرض النتائج الأوّليّة للدراسة فحسب، وذلك لأنّها دراسة مسحية بطبيعتها، وإنما تهدف كذلك إلى إتاحة الفرصة لتحقيق لقاء يجمع هذه المنظّمات من كل من الضفة وغزة والقدس في مكان واحد، والاستماع إلى والاستفادة من تجاربها للتفكر في الاستراتيجيات المناسبة التي يمكن وضعها في سبيل تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام. وعرض مدير مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية، السيّد عمر شعبان، النتائج التي توصّل إليها فريق البحث في دراسته حول مجالات عمل منظّمات المجتمع المدني في سياق المصالحة الفلسطينية، والأدوار التي استطاعت هذه المنظّمات القيام بها باعتبارها وسيطاً غير متحزّب يسعى إلى السيطرة على الأضرار التي أدّى إليها الانقسام وإلى تحريك القاعدة الشعبية ونشر ثقافة التسامح بين الشباب الفلسطيني. وتبع عرض النتائج نقاشٌ مع ممثلي شبكة المنظمات الأهلية في الضفة وغزة، وممثلي منظمات المجتمع المدني الفلسطينية والدولية، التي حضرت الورشة، وعبّرت هذه المؤسسات في حوارها عن ضرورة تنظيم وضمّ الجهود فيما بينها ضمن إطار موحّد، وضرورة تحديد استراتيجيّات جديدة على أسس الشراكة بينها حتّى تتمّكن من تحقيق خطوات إيجابية في طريق إنهاء الانقسام. كما وأكّدت المؤسسات على أهميّة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في إنهاء الانقسام الذي حلّ بها مثل تجارب إيرلندا وكرواتيا وتشيلي والاستفادة من الدور الذي لعبه المجتمع المدني الدولي في هذا السياق في حينه. كذلك أشارت المنظّمات إلى ضرورة دراسة البنية التنظيمية الحالية للمجتمع المدني، ومدى قدرته على القيام بمثل هذا الدور بهذه البنية، ومدى قدرته على تحقيق المصالحة لوحده وبمعزل عن عناصر المجتمع الأخرى، مؤكّدين أن هذه المنظّمات ليست وحدها ما يشكّل المجتمع المدني، وإنّما النقابات والجامعات والإعلام هي جزء آخر من هذا المجتمع، ولا بدّ من التعاون معها للمساهمة في تحقيق هدف المصالحة. واختتم الورشة السيّد شعبان مؤكّداً على ضرورة عمل منظمات المجتمع المدني سويّاً من أجل جسر الهوّة الاجتماعية والثقافية والوجدانية بين أبناء الشعب الفلسطيني في شتّى أنحاء الوطن، كخطوة أولى في سبيل تحقيق فعلي للمصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنيّة.